قررت كينيا أمس الثلاثاء تجميد اعترافها بما يسمى بالجمهورية الصحراوية ، في خطوة قال عنها الوزير الكيني للشؤون الخارجية رافائيل توجو بأنها بادرة التزام وصداقة مع المغرب. وتأتي المبادرة الكينية استكمالا لقرارها المعلن في اكتوبر2006 والذي بموجبه تم تعليق علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الوهمية ، بعد أن كانت قد اعترفت بها في يونيو 2005• وبذلك تسجل الدبلوماسية المغربية انتصارا جديدا بعد الحملة الواسعة التي انطلقت في السنوات الأخيرة لشرح حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، أدى بأزيد من ثلاثين دولة إلى سحب اعترافها بالجمهورية المزعومة ، حملة توجت بالتأييد الدولي الواسع لمشروع الحكم الذاتي الذي أعلن عنه المغرب والذي لقي تجاوبا من طرف مجلس الأمن الدولي، وشكل القناعة التي تجسدت في قراره 1754 الذي دعا إلى مفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية للبحث عن حل سياسي متوافق عليه• وكان الانفصاليون الذين أدركوا هشاشة القاعدة التي يستندون اليها في دعاواهم بعد سحب العديد من الدول اعترافها بما يسمونه جمهورية ، قد هللوا كثيرا عندما أعلنت كينيا اعترافها بالجمهورية المزعومة قبل سنتين وبعد تسعة أشهر من اعتراف جمهورية جنوب إفريقيا بها ، هذه الأخيرة التي نصبت نفسها مدافعا عن البوليساريو وأعلنت عزمها القيام بحملة دبلوماسية في إفريقيا لإقناع باقي دول القارة السمراء بالسير على نفس المنوال ، لكن هذه الحملة لم تحقق أمال الإنفصاليين حيث أن الاعتراف المعلن عنه آنذاك من طرف كينيا ، لم يصمد سوى أشهر معدودة• القرار الكيني جاء ثمرة اتصالات على أعلى مستوى بين الرباط ونيروبي، توجت بزيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، محمد بن عيسى الذي حل أول أمس بالعاصمة الكينية محملا برسالة من جلالة الملك إلى الرئيس مياوي كيباكي • كما أجرى بن عيسى مباحثات مع نظيره الكيني تمحورت حول العلاقات الثنائية، وبحث السبل الكفيلة بالنهوض بها وتنويعها• وإلى حدود كتابة هذه السطور لم يصدر أي رد فعل من قبل الانفصاليين، ومن المستبعد صدوره • فالمتتبع للبلاغات الصادرة عن البوليساريو يفاجأ بأنها مازالت تصر على وجود اعتراف أزيد من 80 دولة بجمهوريتهم الوهمية ، رغم أن العدد الحقيقي أقل من 40 ، ذلك أن الانفصاليين وفي إطار سياسة التغليط الممنهج لا تشطب على الدول التي سحبت اعترافها بها ، مثل كوستاريكا ، جمهورية الدومينيك ، كولومبيا ، الباراغواي ، السالفادور، البيرو، الهند، أفغانستان••• ومن المؤكد أنها لن تشطب على كينيا• وللتذكير فإن الدول العربية والأوروبية ، بما فيها إسبانيا ، وعدد كبير من الدول الإفريقية ، ودول أمريكية لاتينية وازنة مثل البرازيل، الأرجنتين، الشيلي ، وجميع أعضاء مجلس الأمن القارين ، لم تعترف يوما بالجمهورية الوهمية•
27 juin, 2007
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire